* (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور) *.
يقول تعالى ذكره: الله يعلم ما كان بين أيدي ملائكته ورسله، من قبل أن يخلقهم وما خلفهم، يقول: ويعلم ما هو كائن بعد فنائهم. وإلى الله ترجع الأمور يقول: إلى الله في الآخرة تصير إليه أمور الدنيا، وإليه تعود كما كان منه البدء. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) *.
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اركعوا لله في صلاتكم واسجدوا له فيها واعبدوا ربكم يقول: وذلوا لربكم، واخضعوا له بالطاعة، وافعلوا الخير الذي أمركم ربكم بفعله لعلكم تفلحون يقول: لتفلحوا بذلك، فتدركوا به طلباتكم عند ربكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) *. واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: وجاهدوا في الله حق جهاده فقال بعضهم:
معناه: وجاهدوا المشركين في سبيل الله حق جهاده. ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن عبد الله بن عباس، في قوله: وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة فقال عمر: من أمر بالجهاد؟ قال: قبيلتان من قريش مخزوم وعبد شمس.
فقال عمر: صدقت.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تخافوا في الله لومة لائم. قالوا: وذلك هو حق الجهاد. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله: وجاهدوا في الله حق جهاده لا تخافوا في الله لومة لائم.