* (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) *.
يقول تعالى ذكره: ولا يزال الذين كفرا بالله في شك.
ثم اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله: منه من ذكر ما هي؟ فقال بعضهم:
هي من ذكر قول النبي (ص): تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجي. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه من قوله: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتجى.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولا يزال الذين كفروا في مرية منه قال: مما جاءك به إبليس لا يخرج من قلوبهم زادهم ضلالة.
وقال آخرون: بل هي من ذكر سجود النبي (ص) في النجم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه قال: في مرية من سجودك.
وقال آخرون: بل هي من ذكر القرآن. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج:
ولا يزال الذين كفروا في مرية منه قال: من القرآن.
وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هي كناية من ذكر القرآن الذي أحكم الله آياته وذلك أن ذلك من ذكر قوله: وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك أقرب منه من ذكر قوله: فينسخ الله ما يلقي الشيطان والهاء من قوله أنه من ذكر القرآن، فإلحاق الهاء في قوله: في مرية منه بالهاء من قوله: أنه الحق من ربك أولى من إلحاقها ب ما التي في قوله: ما يلقي الشيطان مع بعد ما بينهما.