في القرآن، لان القرآن أنزل من بعده بدهر طويل، وقد قال الله تعالى ذكره: هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ولكن الذي سمانا مسلمين من قبل نزول القرآن وفي القرآن الله الذي لم يزل ولا يزال. وأما قوله: من قبل فإن معناه: من قبل نزول هذا القرآن في الكتب التي نزلت قبله. وفي هذا يقول: وفي هذا الكتاب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا القرآن.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال مجاهد: من قبل قال: في الكتب كلها والذكر وفي هذا يعني القرآن.
وقوله: ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس يقول تعالى ذكره: اجتباكم الله وسماكم أيها المؤمنون بالله وآياته، من أمة محمد (ص) مسلمين، ليكون محمد رسول الله شهيدا عليكم يوم القيامة بأنه قد بلغكم ما أرسل به إليكم، وتكونوا أنتم شهداء حينئذ على الرسل أجمعين أنهم قد بلغوا أممهم ما أرسلوا به إليهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: هو سماكم المسلمين من قبل قال: الله سماكم المسلمين من قبل. وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم بأنه بلغكم. وتكونوا شهداء على الناس أن رسلهم قد بلغتهم.
وبه عن قتادة، قال: أعطيت هذه الأمة ما لم يعطه إلا نبي، كان يقال للنبي: اذهب فليس عليك حرج وقال الله: وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكان يقال للنبي (ص): أنت شهيد على قومك وقال الله لتكونوا شهداء على الناس وكان يقال للنبي (ص): سل تعطه وقال الله: ادعوني أستجب لكم.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال:
أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها إلا نبي، كان يقال للنبي (ص): اذهب فليس عليك حرج