وأحل لهؤلاء؟ نبئوني بعلم إن كنتم صادقين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا...
إلى آخر الآيات.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا هو الذي قال الله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا... إلى قوله: ساء ما يحكمون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون) *.
يقول تعالى ذكره: وما ظن هؤلاء الذين يتخرصون على الله الكذب فيضيفون إليه تحريم ما لم يحرمه عليهم من الأرزاق والأقوات التي جعلها الله لهم غذاء، أن الله فاعل بهم يوم القيامة بكذبهم وفريتهم عليه، أيحسبون أنه يصفح عنهم ويغفر؟ كلا بل يصليهم سعيرا خالدين فيها أبدا. إن الله لذو فضل على الناس يقول: إن الله لذو تفضل على خلقه بتركه معاجلة من افترى عليه الكذب بالعقوبة في الدنيا وإمهاله إياه إلى وروده عليه في القيامة.
ولكن أكثرهم لا يشكرون يقول: ولكن أكثر الناس لا يشكرونه على تفضله عليهم بذلك وبغيره من سائر نعمه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): وما تكون يا محمد في شأن يعني في عمل من الأعمال، وما تتلو منه من قرآن يقول: وما تقرأ من كتاب الله من قرآن، ولا تعملون من عمل يقول: ولا تعملون من عمل أيها الناس من خير أو شر إلا كنا عليكم شهودا يقول: إلا ونحن شهود لاعمالكم وشؤونكم إذ تعملونها وتأخذون فيها.