أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا... حتى بلغ: نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد أخبره بهذا، أكان معكم أحد سمع كلامكم، أحد يخبره بهذا؟
حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو إسحاق الهمداني، عمن حدثه، عن ابن عباس، قال: لا تقل انصرفنا من الصلاة، فإن الله عير قوما فقال: انصرفوا صرف الله قلوبهم ولكن قل: قد صلينا. القول في تأويل قوله تعالى: * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) *.
يقول تعالى ذكره للعرب: لقد جاءكم أيها القوم رسول الله إليكم من أنفسكم تعرفونه لا من غيركم، فتتهموه على أنفسكم في النصيحة لكم. عزيز عليه ما عنتم: أي عزيز عليه عنتكم، وهو دخول المشقة عليهم والمكروه والأذى. حريص عليكم يقول: حريص على هدى ضلالكم وتوبتهم ورجوعهم إلى الحق. بالمؤمنين رؤوف: أي رفيق رحيم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، في قوله: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم قال: لم يصبه شئ من شرك في ولادته.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، في قوله: لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال: لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية. قال: وقال النبي (ص): إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، بنحوه.