قال: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، تلا عبد الله: اتقوا الله وكونوا ما أدري أقال من الصادقين أو مع الصادقين وهو كتابي: مع الصادقين.
قال: ثنا أبي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله، مثله.
قال: ثنا أبي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، مثله.
والصحيح من التأويل في ذلك هو التأويل الذي ذكرناه عن نافع والضحاك، وذلك أن رسوم المصاحف كلها مجمعة على: وكونوا مع الصادقين، وهي القراءة التي لا أستجيز لاحد القراءة بخلافها، وتأويل عبد الله رحمة الله عليه في ذلك على قراءته تأويل صحيح غير، أن القراءة بخلافها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) *.
يقول تعالى ذكره: لم يكن لأهل المدينة، مدينة رسول الله (ص)، ومن حولهم من الاعراب سكان البوادي، الذين تخلفوا عن رسول الله (ص) في غزوة تبوك، وهم من أهل الايمان به أن يتخلفوا في أهاليهم ولا دارهم، ولا أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه في صحبته في سفره والجهاد معه ومعاونته على ما يعانيه في غزوه ذلك. يقول: إنه لم يكن لهم هذا بأنهم من أجل أنهم وبسبب أنهم لا يصيبهم في سفرهم إذا كانوا معه ظمأ وهو العطش ولا نصب، يقول: ولا تعب، ولا مخمصة في سبيل الله يعني: ولا مجاعة في إقامة دين الله ونصرته، وهدم منار الكفر. ولا يطئون موطئا يعني أرضا، يقول: ولا يطئون أرضا يغيظ الكفار وطؤهم إياها. ولا ينالون من عدو نيلا يقول ولا يصيبون من عدو الله وعدوهم شيئا في أموالهم وأنفسهم وأولادهم إلا كتب الله لهم بذلك كله ثواب عمل صالح