الشمال؟ فقال زيد بن صوحان: صدق الله: الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله.
وقوله: والله عليم حكيم يقول: والله عليم بمن يعلم حدود ما أنزل على رسوله، والمنافق من خلقه والكافر منهم، لا يخفى عليه منهم أحد، حكيم في تدبيره إياهم، وفي حلمه عن عقابهم مع علمه بسرائرهم وخداعهم أولياءه. / شا] القول في تأويل قوله تعالى:
* (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم) *.
يقول تعالى ذكره: ومن الاعراب من يعد نفقته التي ينفقها في جهاد مشرك أو في معونة مسلم أو في بعض ما ندب الله إليه عباده مغرما يعني غرما لزمه لا يرجو له ثوابا ولا يدفع به عن نفسه عقابا. ويتربص بكم الدوائر يقول: وينتظرون بكم الدوائر أن تدور بها الأيام والليالي إلى مكروه ونفي محبوب، وغلبة عدو لكم. يقول الله تعالى ذكره:
عليهم دائرة السوء يقول: جعل الله دائرة السوء عليهم، ونزول المكروه بهم لا عليكم أيها المؤمنون، ولا بكم، والله سميع لدعاء الداعين، عليم بتدبيرهم وما هو بهم نازل من عقاب الله وما هم إليه صائرون من أليم عقابه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله:
ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر قال: هؤلاء المنافقون من الاعراب الذين إنما ينفقون رياء اتقاء أن يغزوا، أو يحاربوا، أو يقاتلوا، ويرون نفقتهم مغرما، إلا تراه يقول: ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأ عامة أهل المدينة والكوفة: عليهم دائرة السوء بفتح السين، بمعنى النعت للدائرة، وإن كانت الدائرة مضافة إليه، كقولهم: هو