فقال: ثم جزاه الله عنا إذ جزى، فوضع إذ مكان إذا. وقيل: وقفوا ولم يقل أوقفوا، لان ذلك هو الفصيح من كلام العرب، يقال: وقفت الدابة وغيرها بغير ألف إذا حبستها، وكذلك وقفت الأرض إذا جعلتها صدقة حبيسا، بغير ألف. وقد:
10262 - حدثني الحرث، عن أبي عبيد، قال: أخبرني اليزيدي والأصمعي كلاهما، عن أبي عمرو، قال: ما سمعت أحدا من العرب يقول: أوقفت الشئ بالألف.
قال: إلا أني لو رأيت رجلا بمكان، فقلت: ما أوقفك هاهنا؟ بالألف لرأيته حسنا. فقالوا يا ليتنا نرد يقول: فقال هؤلاء المشركون بربهم إذ حبسوا في النار: يا ليتنا نرد إلى الدنيا حتى نتوب ونراجع طاعة الله، ولا نكذب بآيات ربنا يقول: ولا نكذب بحجج ربنا ولا نجحدها، ونكون من المؤمنين يقول: ونكون من المصدقين بالله وحججه ورسله، متبعي أمره ونهيه.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والمدينة والعراقيين:
يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بمعنى: يا ليتنا نرد، ولسنا نكذب بآيات ربنا ولكن نكون من المؤمنين. وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة: يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بمعنى يا ليتنا نرد، وأن لا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين.
وتأولوا في ذلك شيئا:
10263 - حدثنيه أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم بن سلام، قال: ثنا حجاج، عن هارون، قال: في حرف ابن مسعود: يا ليتنا نرد فلا نكذب بالفاء.
وذكر عن بعض قراء أهل الشام أنه قرأ ذلك: يا ليتنا نرد ولا نكذب بالرفع ونكون بالنصب. كأنه وجه تأويله إلى أنهم تمنوا الرد وأن يكونوا من المؤمنين، وأخبروا أنهم لا يكذبون بآيات ربهم إن ردوا إلى الدنيا.
واختلف أهل العربية في معنى ذلك منصوبا ومرفوعا، فقال بعض نحويي البصرة:
ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين نصب لأنه جواب للتمني، وما بعد الواو كما بعد الفاء. قال: وإن شئت رفعت وجعلته على غير التمني، كأنهم قالوا: ولا نكذب والله بآيات ربنا، ونكون والله من المؤمنين هذا إذا كان على ذا الوجه كان منقطعا من الأول.
قال: والرفع وجه الكلام، لأنه إذا نصب جعلها واو عطف، فإذا جعلها واو عطف، فكأنهم