ومشيئته، فأماتهم الله في تلك الصحراء بالمرض نفسه.
قيل: إن نزول المرض بأهل هذه المدينة كان عقابا لهم، لأن زعيمهم وقائدهم طلب منهم أن يستعدوا للحرب وأن يخرجوا من المدينة. ولكنهم رفضوا الخروج للحرب بحجة أن مرض الطاعون متفشي في ميادينها، فابتلاهم الله بما كانوا يخشونه ويفرون منه، فانتشر بينهم مرض الطاعون، فهجروا بيوتهم وهربوا من المرض إلى خارج المدينة حيث أنشب المرض مخالبه فيهم وماتوا. ومضى زمان على هذا حتى مر يوما " حزقيل " (1) أحد أنبياء بني إسرائيل بذلك المكان ودعا الله أن يحييهم، فاستجاب الله دعاءه وأحياهم.
2 التفسير 3 كيف ماتوا وكيف عادوا إلى الحياة؟!
هذه الآية كما مر في سبب نزولها تشير إشارة عابرة ولكنها معبرة إلى قصة أحد الأقوام السالفة التي انتشر بين أفرادها مرض خطير وموحش بحيث هرب الآلاف منهم من ذلك المكان فتقول الآية: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت.
من الأساليب الشايعة في الأدب العربي استعمال تعبير ألم تر فيما يطلب الفات النظر إليه، وبالرغم من أن المخاطب هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الكلام موجه بطبيعة الحال إلى جميع الناس.
ورغم أن الآية أعلاه لا تشير إلى عدد خاص واكتفت بكلمة ألوف ولكن