تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٤
هو الذي يصوركم في الأرحام: وهذا رد على ما ذهب إليه بعض الحكماء من وجود القوة المصورة، وقرئ " تصوركم " أي صوركم لنفسه وعبادته.
كيف يشاء: من الصور المختلفة، مشابها لصورة أبيه أولا.
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى جعفر بن بشير، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي (1).
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب، رفعه عن عبد الله ابن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رجل من الأنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذه ابنة عمي وامرأتي، لا أعلم منها إلا خيرا، وقد أتتني بولد شديد السواد، منتشر المنخرين، جعد قطط، أفطس الانف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي، فقال لا مرأته: ما تقولين؟ قالت:
لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أقعدت مقعده مني منذ ملكني أحدا غيره، قال:
فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مليا، ثم رفع بصره إلى السماء، ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا أنه ليس من أحد إلا بينه وبين آدم تسعة وتسعين عرقا كلها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الشبه لها، فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك، ولا أجداد أجدادك، خذ إليك ابنك، فقالت: المرأة: فرجت عني يا رسول الله (2).
محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن إسماعيل بن عمر، وعن شعيب العقر قوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للرحم أربع سبل، في أي سبيل فيه الماء كان منه الولد،

(١) علل الشرائع: ج ١ ص ٩٧ الباب ٩٣ العلة التي من أجلها لا يجوز أن يقول الرجل لولده هذا لا يشبهني ولا يشبه آبائي ح ١.
(٢) الكافي: ج ٥ ص ٥٦١ - ٥٦٢ كتاب النكاح، باب النوادر، ح 23.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست