[سورة آل عمران مدنية وهي مأتا آية] (بسم الله الرحمن الرحيم ألم الله لا اله إلا هو الحي القيوم) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله تبارك وتعالى (ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية والإنجيل من قبل، هدى للناس وأنزل الفرقان) قال الفرقان هو كل امر محكم والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدقه من كان قبله من الأنبياء (وهو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) يعني ذكرا أو أنثى واسود وابيض واحمر وصحيحا وسقيما، وقوله (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) فاما المحكم من القرآن فهو ما تأويله في تنزيله مثل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين " ومثل قوله " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم " إلى آخر الآية ومثله كثير محكم مما تأويله في تنزيله.
واما المتشابه فما كان في القرآن مما لفظه واحد ومعانيه مختلفة مما ذكرنا من الكفر الذي هو على خمسة أوجه والايمان على أربعة وجوه ومثل الفتنة والضلال الذي هو على وجوه وتفسير كل آية نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى واما قوله (فاما الذين في قلوبهم زيغ) اي شك وقوله (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما انزل الله عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله