قوله تعالى: أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين اللغة والتفسير:
الصيب على فيعل من صاب يصوب وأصله صيوب لكن استقبلتها يا ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمتا كما قيل: سيد من ساد يسود وجيد من جاد يجود قياسا مطردا والصيب المطر وكل نازل من علو إلى أسفل يقال فيه صاب يصوب قال الشاعر:
كأنهم صابت عليهم سحابه * صواعقها لطيرهن دبيب (1) وقال عبيد بن الأبرص:
حي عفاها صيب رعده * داني النواحي مغدق وابل وهذا مثل ضربه الله للمنافقين كان المعنى: أو كأصحاب صيب فجعل كفر الاسلام لهم مثلا فيما ينالهم فيه من الشدائد والخوف وما يستضيئون به من البرق مثلا لما يستضيئون به من الاسلام وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل بدلالة قوله: (يحسبون كل صيحة عليهم) (2) وقال ابن عباس: الصيب القطر وقال عطا: هو المطر وبه قال ابن مسعود وجماعة من الصحابة وبه قال قتادة وقال مجاهد: الصيب: الربيع وتأويل الآية: مثل استضاءة المنافقين بضوء إقرارهم بالاسلام مع استسرارهم الكفر كمثل موقد نار يستضئ بضوء ناره أو كمثل مطر مظلم ودقه يجري من السماء تحمله مزنة ظلماء في ليلة مظلمة فان قيل: فإن كان المثلان للمنافقين