وما فيه من البرق بما فيه من إظهار الاسلام من حقن دمائهم ومناكحتهم ومواريثهم وما فيه من الصواعق بما في الاسلام من الزواجر بالعقاب في العاجل والآجل والرابع - أنه ضرب الصيب مثلا بضرب إيمان المنافق ومثل ما في الظلمات بضلالته وما فيه من البرق بنور إيمانه وما فيه من الصواعق بهلاك نفاقه والوجه الأخير أشبه بالظاهر وأليق بما تقدم وروي عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة: أن رجلين من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأصابهما المطر الذي ذكره الله (فيه رعد شديد وصواعق وبرق) فجعلا كلما اصابتهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما من الفرق (1) أن تدخل الصواعق في آذانهما فتقتلهما وإذا لمع البرق مشيا في ضوئه وإذا لم يلمع لم يبصرا فأقاما في مكانهما لا يمشيان فجعلا يقولان: ليتنا قد أصبحنا فنأني محمدا فنضع أيدينا في يده فأصبحا فاتياه وأسلما وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هذين المنافقين مثلا لمنافقي المدينة وأنهم إذا حضروا النبي صلى الله عليه وآله جعلوا أصابعهم فرقا من كلام النبي صلى الله عليه وآله أن ينزل فيهم شئ كما قام ذانك المنافقان يجعلان أصابعهما في آذانهما (وإذا أضاء لهم مشوا فيه): يعني إذا كثرت أموالهم وأصابوا غنيمة وفتحا مشوا فيه وقالوا دين محمد (صلى الله عليه وآله) صحيح (وإذا أظلم عليهم قاموا): يعني إذا أهلكت أموالهم وولد البنات وأصابهم البلاء قالوا: هدا من أجل دين محمد صلى الله عليه وآله وارتدوا كما قام ذانك المنافقان إذا أظلم البرق عليهما ويقوي عندي أن هذا مثل آخر ضربه الله بالرعد والبرق ولما هم فيه من الحيرة والالتباس يقول لا يرجعون إلى الحق إلا خلسا كما يلمع البرق ثم يعودون إلى ضلالهم واصلهم الذي هم عليه ثابتون واليه يرجعون والكفر كظلمة الليل والمطر الذي يعرض في خلالهما البرق لمعا وهم في
(٩٤)