والفراش: فراش القاع والطين بعد ما يبس على وجه الأرض والفراش: الذي يطير ويتهافت في السراج وجارية فريش: قد افترشها الرجل والفرش: صغار النعم ورجل فراشة: خفيف والفرش من الشجر: دقه واصل الماء: موه لأنه يجمع امواها ويصغر مويه وماهت الركية تموه موها واماهها صاحبها: - إذا أكثر ماءها - إماهة وروى عن ابن مسعود وغيره من الصحابة أن معنى الآية: لا تجعلوا لله أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله قال ابن عباس: إنه خاطب بقوله:
(ولا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) جميع الكفار من عباد الأصنام وأهل الكتابين لان معنى قوله: " وأنتم تعلمون " أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وإن ما تعبدون لا يضر ولا ينفع وروي عن مجاهد: أنه عنى بذلك أهل الكتابين لأنهم الذين كانوا يعلمون أنه لا خالق لهم غيره ولا منعم عليهم سواه والعرب ما كانت تعتقد وحدانيته تعالى والأول أقوى لان الله تعالى قد أخبر أن العرب قد كانت تعتقد وحدانيته تعالى فقال تعالى حكاية عنهم: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقال تعالى: " قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويدبر الامر سيقولون الله فقل ألا تتقون " (1)؟ فحمل الآية على عمومها أولى ويطابق أول الآية وقد بينا أن خطابه لجميع الخلق واستدل أبو علي الجبائي بهذه الآية على أن الأرض بسيطة ليست كرة كما يقول المنجمون والبلخي بأن قال: جعلها فراشا والفراش البساط بسط الله تعالى إياها والكرة لا تكون مبسوطة قال: والعقل يدل أيضا على بطلان قولهم لان الأرض لا يجوز أن تكون كروية مع كون البحار فيها لأن الماء لا يستقر إلا فيما له جنبان يتساويان لأن الماء لا يستقر فيه كاستقراره في الأواني فلو كانت له ناحية في البحر مستعلية على الناحية الأخرى لصار الماء من الناحية المرتفعة إلى الناحية