وأراد جنس النخل ومثل قوله: ما افعالكم إلا كفعل الكلب ثم يحذف الفعل فيقال:
ما افعالكم إلا كالكلب وقيل إن " الذي " بمعنى الذين كقوله: " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " (1) وقال الشاعر:
وان الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد وإنما جاز ذلك لان الذين منهم يحتمل الوجوه المختلفة وضعف هذا الوجه من حيث إن في الآية الثانية وفي البيت دلالة على أنه أريد به الجمع وليس ذلك في الآية التي نحن فيها وقيل فيه وجه ثالث وهو ان التقدير: مثلهم كمثل اتباع الذي استوقد نارا وكما قال: (واسأل القرية) (2) وإنما أراد أهلها وفى الآية حذف (طفئت عليهم النار) وقوله: (استوقد نارا) معناه: أوقد نارا كما يقال استجاب بمعنى أجاب قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب يريد: فلم يجبه الوقود: الحطب والوقود: مصدر وقدت النار وقودا والاستيقاد:
طلب الوقود: والايقاد: ايقاد النار والتوقد: التوهج والايقاد: التهاب النار وزند ميقاد: سريع الوري وقلب وقاد: سريع الذكاء والنشاط وكل شئ يتلألأ فهو يتقد وفي الحجر نار لا تقد لأنها لا تقبل الاحتراق والوقود:
ظهور النار فيما يقبل الاحتراق وأصل النار النور نار الشئ إذا ظهر نوره وأنار: اظهر نوره واستنار:
طلب اظهار نوره والمنار: العلامات والنار: السمت وضاءت النار: ظهر ضوؤها وكل ما وضح فقد أضاء وأضاء القمر الدار: كقوله أضاءت ما حوله قال الشاعر: