المتأخرين عنه، بل الغالب أنه يتمسك بالاجماع في قبال آراء العامة للرد عليهم بما هو حجة عندهم حتى في الأصول مثل مسألة الإمامة والخلافة، ولذا تراه - قدس الله نفسه - يستدل بالاجماع في جملة من الفروع ثم يفتي هو في كتابه الآخر بما يخالف ذلك الاجماع، وقد أحصى الشيخ السعيد زين الدين الشهيد تلك الاجماعات في رسالة مستقلة طبعت في آخر (الألفية) للشهيد الأول في سنة 1308 ه وقد ذكر في أولها:
أن شيخ الطائفة ادعى الاجماع في جملة في جملة من المسائل مع أنه بعينه خالف حكم ما ادعى الاجماع فيه، أفردناه للتنبيه على أن لا يعتبر الفقيه بدعوى الاجماع الخ. بدأ في بيان تلك المسائل بكتاب النكاح ثم الطلاق إلى آخر كتاب الديات، ومن هذا يظهر أنه لم يظفر بمخالفته للاجماعات في كتب العبادات.
(3) - إن لشيخ الطائفة فتاوى نادرة لم يرتضيا المتأخرون عنه لقوة أدلة خلافها، منها: مسألة مالا يدركه الطرف من الدم. فقد قال:: بأنه غير منجس.
وقال الشيخ صاحب (الجواهر) فيه: الأحوط بل الأقوى تنجيسه وفاقا للمشهور بين الأصحاب، ولم يحك عدم التنجيس الا عن الشيخ في (الاستبصار) و (المبسوط) إلى قوله: ويظهر من صاحب (الذخيرة) موافقته ولا ريب خطئه الخ.
ومنها: مسألة تصوير ذوات الأرواح وصنع المجسمات فإنه وان لم ينقل عنه القول بالجواز في كتبه الفقهية لكنه صرح به في (تفسير التبيان) ولعله عدل بعد ذلك عنه كما يأتي النقل عن كتابه (النهاية) قال في (التبيان) الطبعة الأولى ج 1 ص 85 س 12 في تفسير قوله تعالى: (اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون).
ما لفظه: اي اتخذتموه الها لأن بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين لأن فعل ذلك ليس بمحظور وانما هو مكروه، وما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لعن المصورين معناه من شبه الله بخلقه أو اعتقد فيه أنه صورة فلذلك قدر الحذف في الآية كأنه قال اتخذتموه الها وذلك انهم عبدوا العجل بعد موسى لما قال لهم السامري هذا الهكم إلخ.