ولا نعرف موضع قبره لكننا لا نشك في أنه في النجف الأشرف ولعله قبر مع والده فما ذكره في (لسان الميزان) ج 2 ص 250: من انه توفي في حدود سنة 500 ه غير صحيح كما سبقت الإشارة اليه.
ومن آراء الشيخ أبي على المشهورة: القول بوجوب الاستعاذة في القراءة، قال صاحب (رياض العلماء) في ترجمته له ما لفظه:
ثم اعلم ان الشيخ أبا علي هذا هو صاحب القول بوجوب الاستعاذة في قراءة الصلاة بل في مطلق القراءة نظرا إلى ورود الأمر به، مع ان الاجماع وقع على ان الأمر فيها للاستحباب، حتى ان والده (قده) أيضا نقل في الخلاف الاجماع منا على الأمر فيها للندب قطعا.
وخلف الشيخ أبو على ولدا هو الشيخ أبو نصر محمد بن أبي علي الحسين بن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي النجفي رحمة الله عليهم، وهو بقية رجال العلم في هذا البيت في النجف الأشرف، والغريب أنه لم يذكر في كتب أصحابنا الامامية، ولم يترجم لها الرجاليون وأهل السير والتاريخ والأخبار، حتى ان شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري على عظمته وجلالة قدره وشهرته في التضلع والتتبع لم يعرف عنه شيئا فقد قال في (المستدرك) ج 3 ص 497: ولم نعثر على حال الحسن وجده محمد أنهما من أهل الدراية والرواية أو لا.
أقول: كان الشيخ أبو نصر محمد من أعاظم العلماء، وأكابر الفقهاء، وأفاضل الحجج واثبات الرواة وثقاتهم، فقد قام مقام والده في النجف وانتقلت اليه الرياسة والمرجعية، وتقاطر عليه طلاب العلم من شتى النواحي، ترجم له ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 4 ص 126 - 127 في حوادث سنة أربعين وخمسمائة فقال:
وفيها أبو الحسن محمد بن الحسن أبي علي بن أبي جعفر الطوسي، شيخ الشيعة وعالمهم، وابن شيخهم وعالمهم، رحلت اليه طوائف الشيعة من كل جانب إلى العراق، وحملوا اليه، وكان ورعا عالما كثير الزهد، واثني عليه السمعاني وقال العماد الطبري