ومعنى " أنبئهم ": خطاب لآدم، يعني اخبر الملائكة، لان الهاء كناية عنهم وموضعهم النصب " بأسمائهم " يعني بأسماء الذين عرضهم على الملائكة والهاء والميم في أسمائهم كناية عن المرادين بقوله: " بأسماء هؤلاء " وقد مضى بيانه وقوله: (واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فالابداء والاعلان والاظهار بمعنى واحد يقال: بدا وعلن وظهر وضد الابداء الكتمان، وضد الاظهار الابطان وضد الاعلان الاسرار يقال: بدا يبدو من الظهور وبدأ يبدأ بداء بالهمز - بمعنى استأنف قال صاحب العين: بدا الشئ يبدو بدوا: إذا ظهر وبدا له في الامر: بدء وبداء - بالهمز - بمعنى استأنف والبادية اسم الأرض التي لا حضر فيها وإذا خرج الناس من الحضر إلى الصحراء والمرعى، يقال: بدوا بدا واسمه البدو ويقال أهل البدو، وأهل الحضر واصل الباب الظهور والخفاء نقيض الظهور وقال الرماني حد الظهور: الحصول على حقيقة يمكن أن تعلم بسهولة والله ظاهر بادلته باطن عن احساس خلقه وكل استدلال فإنما هو ليظهر شئ بظهور غيره والكتمان:
نقيض إعلان السر ونحوه وناقة كتوم وهي التي لا ترعوا إذا ركبها صاحبها أي لا تصيح والكاتم من القسي: التي لا ترن إذا انتضيت الألف في قوله: " ألم أقل لكم " ألف تنبيه كقول القائل: أما ترى اليوم ما أطيبه لمن يعلم ذلك إلا أنك تريد أن تحضر ذهنه، وان ليس مثله ما يخفى عليه كقوله: " ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير " وحكي عن سيبويه: أما ترى أي برق ها هنا، وهي الف تنبيه أصلها الاستفهام ومن الناس من قال إن معناه التوبيخ، ومن لم يجز على الملائكة المعصية، منع من ذلك فان قيل ما الفائدة في انباء آدم (ع) الملائكة بذلك دون إعلامه إياهم بذلك؟ قلنا: أراد الله بذلك تكرمة آدم (ع) وتشريفه، وإجلال المنة عليه، وتعظيم النعمة لديه وجميع قصة آدم تؤذن بذلك فان قيل: ما معنى " غيب السماوات والأرض " والله لا يغيب عنه شئ؟ قيل في معناه: إنه يعلم ما غاب عنهم فلم يشاهدوه كما يعلم ما حضرهم فشاهدوه