يضرب بعوضة مثلا أو مثلا بعوضة وتكون " ما " زائدة نحو قوله: (فبما رحمة من الله) (1) والثاني - أن تكون " ما " نكرة ويكون المعنى: أن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا شئ بعوضة فكان بعوضة في موضع نصب شئ لأنه قال: يستحيي ان ضرب مثلا شئ من الأشياء بعوضة فما فوقها قال الفراء يجوز أن يكون معنى " ما " بين بعوضة إلى ما فوقها كما يقول القائل: مطرنا ما (2) زبالة فالثعلبية وله عشرون ما ناقة وجملا وهي أحسن الناس ما قرنا فقد ما يعنون ما بين في جميع ذلك وقال بعضهم: " ما " بمعنى الذي ويكون التقدير الذي هو بعوضة لأنها من صلة الذي فأعربها باعرابه كما قال حسان بن ثابت:
فكفى بنا فخرا على من غيرنا * حب النبي محمد إيانا فأعرب (غيرنا) باعراب (من) ويجوز ذلك في من وما لأنهما يكونان تارة معرفة وتارة نكرة والبعوضة: من صغار البق وقوله: " فما فوقها " في الصغر والقلة كما يقول القائل: إن هذا الامر لصغير فيقول المجيب: وفوق ذلك أي هو أصغر مما قلت وكلاهما جائز فمن قال بالأول قال: لان البعوضة غاية في الصغر ومن قال بالثاني قال: يجوز أن يكون ما هو أصغر منها وحكي عن رؤبة ابن العجاج:
انه رفع بعوضة وانشد بيت النابغة:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا أو نصفه فقد (3) بالرفع فأعمل ما ولم يعمل ليت قال: وهي لغة تميم يعملون آخر الأداتين وقال الزجاج: الرفع كان يجوز وما قرئ به إذا كانت " ما " بمعنى الذي ويقدر بعدها هو ويكون تقديره مثلا الذي هو بعوضة كمن قرأ تماما على الذي هو أحسن وقد قرئ به وهو ضعيف عند سيبويه وفي الذي أقوى لأنه أطول ولأنها