وجماعة من الصحابة انه الذي رزقنا في الدنيا وقال مجاهد: معناه أشبهه به وقال بعضهم: أن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها عاد مكانها فإذا رأوا ما عاد بعد الذي جني اشتبه عليهم فقالوا: هذا الذي رزقنا من قبل وهذا قول أبي عبيدة ويحيى بن أبي كثير وقال قوم: هذا الذي رزقنا وعدنا به في الدنيا وقد بينا فيما تقدم أن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به على وجه لا يكون لاحد المنع منه وقال المفضل ذلك يخص الأقوات وقال قوم: هذا الذي رزقنا من قبل لمشابهته في اللون وإن خالفه في الطعم وأقوى الأقوال قول ابن عباس وأن معناه هذا الذي رزقنا في الدنيا لأنه قال: (كلما رزقوا منها من ثمرة وزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) فعم ولم يخص فأول ما اتوا به لا يتقدر هذا القول فيه إلا بأن يكون إشارة إلى ما تقدم رزقه في الدنيا لأنا فرضناه أولا وليس في الآية تخصيص ويكون التقدير هذا الذي رزقنا في الدنيا لان ما رزقوه أولا قد عدم واقام المضاف إليه مقام المضاف كما أن القائل إذا قال لغيره: أعددت لك طعاما ووصفه له يحسن أن يقول: هذا طعام كل وقت يريد مثله ومن جنسه ونوعه وقوله:
" واتوا به متشابها " قال الضحاك: إذا رأوه قالوا: هو الأول في النظر واللون وإذا طعموا وجدوا له طعما غير طعم الأول وقوله:
(واتوابه) معناه جيئوا به وليس معناه أعطوه وقال قوم: (وأتو به متشابها) أي يشبه بعضه بعضا إلا في المنظر والطعم أي كل واحد منه له من الفضل في نحوه مثل الذي للاخر في نحوه ذكره الأخفش وهذا كقول القائل: وقد جيئ بأثواب أو أشياء رآها فاضلة فاشتبهت عليه في الفضل فقال: ما أدري ما أختار منها كلها عندي فاضل قال الشاعر من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم * مثل النجوم التي يسري بها الساري يعني أنهم تساووا في الفضل والسؤدد وروي هذا عن الحسن وابن جريح وقال قتادة معناه يشبه ثمار الدنيا غير أنها أطيب وقال ابن زيد والأشجعي: إن التشابه في الأسماء دون الألوان والطعوم فلا يشبه ثمار الجنة شئ من ثمار الدنيا