لا تستعمل ألا في الأسماء وقوله: (فأما الذين) لغة العرب جميعا بالتشديد وكثير من بني عامر وتميم يقولون أيما فلان ففعل الله به وانشد بعضهم:
مبتلة هيفاء أيما وشاحها * فيجري وأيما الحجل منها فلا يجري (آمنوا فيعلمون أنه الحق) الفاء جواب (أما) وفيها معنى الشرط والجزاء والمعنى: ان المؤمنين بالله على الحقيقة يعلمون أن هذا المثل حق من عند الله وأنه من كلامه (واما الذين كفروا) يعني الجاحدين، (فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) على ما بيناه وانتصب (مثلا) عند تغلب بأنه قطع وعند غيره انه تفسير وقال قوم:
إنه نصب على الحال وذا مع ما بمعنى أي شئ الذي أراد الله بهذا مثلا فعلى هذا يكون الجواب رفعا، كقولك: البيان لحال الذي ضرب له المثل ويحتمل أن يكون وقعا ذا وما بمنزلة اسم واحد فيكون الجواب نصبا كقولك: البيان لحال الممثل به ورد القرآن بهما جميعا قال تعالى: (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) وفي موضع آخر: (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) ذكرهما سيبويه، والأخفش هذا إشارة إلى المثل ومثلا ما، نون التنوين تدغم في الميم عند جميع القراء ويكره الوقف فيها على قوله: " لا يستحيي " ثم يقول: (أن يضرب مثلا) وكذلك على قوله: " والله لا يستحيي " ثم يقول: " من الحق " وقوله: " يضل به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين " إن قيل: أليس تقولون: إن الله لا يضل أحدا، ولا يهدي خلقا، وإن العباد هم يضلون أنفسهم ويهدونها، وهم يضلون من شاءوا ويهدون من شاءوا وقد قال الله تعالى: في غير موضع من كتابه نحو قوله: (يضل من يشاء ويهدي من يشاء)، ولا يمكنكم ان تقولوا: إن المراد بالاضلال العقوبة والتسمية، لأنه لو قال: يضل كثيرا ويهدي كثيرا، كان ذلك ممكنا، لكنه قال، (يضل به) و (يهدي به) والهاء راجعة إلى القرآن، والمثل الذي ضربه فيه ولا يجوز أن يعاقب بالمثل، ولا أن يسمى