وشركاؤكم عليه وأعوانكم - وقد تبين لكم بامتحانكم واختباركم عجزكم وعجز جميع الخلق عنه وعلمتم انه من عندي ثم أقمتم على التكذيب به وقوله: (ولن تفعلوا) لا موضع له من الاعراب وإنما هو اعتراض بين المبتدأ والخبر كقولك: زيد - فافهم ما أقول - رجل صدق وإنما لم يكن له موضع اعراب لأنه لم يقع موضع المفرد ومعنى (ولن تفعلوا): اي لن تأتوا بسورة من مثله ابدا لان (لن) تنفي على التأبيد في المستقبل وفي قوله: (ولن تفعلوا) دلالة على صحة نبوته لأنه يتضمن الاخبار عن حالهم في المستقبل بأنهم لا يفعلون ولا يجوز لعاقل ان يقدم على جماعة من العقلاء يريد تهجينهم فيقول:
أنتم لا تفعلون إلا وهو واثق بذلك ويعلم ان ذلك متعذر عندهم وينبغي أن يكون الخطاب خاصا لمن علم الله انه لا يؤمن ولا يدخل فيه من آمن فيما بعد وإلا كان كذبا وقوله: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) الوقود - بفتح الواو اسم لما يوقد والوقود - بضمها -: المصدر وقيل إنهما بمعنى واحد في المصدر واسم الحطب حكاه الزجاج والبلخي والأول أظهر (اتقوا الله) - مشددة - لغة أهل الحجاز وبنو أسد وتميم يقولون:
(تقوا الله) خفيف بحذف الألف (الحجارة) قيل: إنها حجارة الكبريت لأنها أحر شئ إذا حميت وروي ذلك عن ابن عباس وابن مسعود والظاهر إن الناس والحجارة: وقود النار وحطبها كما قال: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) (1) تهيبا وتعظيما بأنها تحرق الحجارة والناس وقيل: إن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقدها النار بالقدح وقال قوم معناه: أنهم يعذبون بالحجارة المحماة مع النار والأول أقوى وأليق بالظاهر وإنما جاز أن يكون قوم: (فاتقوا النار) جواب الشرط مع لزوم الاتقاء