يعني سيد كندة. ومنه قوله تعالى: " أما أحد كما فيسقي ربه خمرا " يعني سيده ويسمى الرجل المصلح ربا قال الفرزدق بن غالب:
كانوا كسالئة (1) حمفاء إذ حقنت * سلائها في أديم غير مربوب يعني غير مصلح ومنه قيل فلان رب ضيعة إذا كان يحاول اتمامها والربانيون من هذا من حيث كانوا مدبرين لهم واشتق رب من التربية يقال ربيته وربيته بمعنى واحد والربى الشاة ولدت حديثا لأنها تربى. وقوله (رب العالمين) أي المالك لتدبيرهم والمالك للشئ يسمى ربه ولا يطلق هذا الاسم إلا على الله وأما في غيره فبقيد فيقال: رب الدار ورب الضيعة وقيل إنه مشتق من التربية ومنه قوله تعالى: (وربائبكم اللاتي في حجوركم) ومتى قيل في الله انه رب بمعنى انه سيد فهو من صفات ذاته. وإذا قيل بمعنى انه مدبر مصلح فهو من صفات الافعال والعالمين جمع عالم وعالم لا واحد له من لفظه كالرهط والجيش وغير ذلك والعالم في عرف اللغة عبارة عن الجماعة من العقلاء لأنهم يقولون جاءني عالم من الناس ولا يقولون جاءني عالم من البقر وفي عرف الناس عبارة عن جميع المخلوقات وقيل إنه أيضا اسم لكل صنف من الأصناف وأهل كل زمن من كل صنف يسمى عاما ولذلك جمع وقيل عالمون لعالم كل زمان قال العجاج:
فخندف (2) هامة هذا العالم وهذا قول أكثر المفسرين كابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم واشتقاقه من العلامة لأنه علامة ودلالة على الصانع تعالى وقيل إنه من العلم - على ما روى ابن عباس - قال هم صنف من الملائكة والانس والجن لأنه يصح أن يكون كل صنف منهم عالما فان قيل كيف يجوزان يقول الحمد لله والقائل هو الله تعالى وان (3) كان يجب ان يقول الحمد لنا. قيل العالي الرتبة إذا خاطب من دونه لا يقول كما يقول للنظير ألا ترى ان السيد يقول لعبده الواجب ان تطيع سيدك ولا