العبادة دون أن يكون عبارة عمن يستحق العبادة ولا يجوز ان يوصف بهذه الصفة غير الله وفى الناس من قال إنه مشتق من الاله، لان الخلق يألهون إليه: أي يفزعون إليه في أمورهم فقيل للمألوه: إله كما قيل للمؤتم: إمام وقال بعضهم انه مشتق من الولهان وهذا غلط، لان الولهان: الهيمان وذلك لا يجوز في صفات الله تعالى على أن التصريف بلزوم الهمزة يشهد بفساد هذا على ما قاله آخرون وقال قوم هو مشتق من الألوهية التي هي العبادة يقال فلان متأله أي متعبد قال رؤبة لله در الغانيات المدة (1) * لما رأين حليي المموه سبحن واسترجعن من تألهي أي من تعبدي قرأ ابن عباس (ويذرك وآلهتك (2) يعني عبادتك ويقال أله الله فلان إلهه كما يقال عبده عبادة وقيل إنه مشتق من الارتفاع يقول العرب للشئ المرتفع لاه يقولون طلعت لاهة أي الشمس وغربت أيضا وقيل وصف به تعالى لأنه لا تدركه الابصار ومعنى لاه: أي احتجب عنا قال الشاعر:
لاه ربي عن الخلائق طرا * خالق الخلق لا يرى ويرانا وقيل سمي الله لأنه يوله القلوب بحبه (الرحمن الرحيم) اللغة - هما اسمان مشتقان من الرحمة وهي النعمة التي يستحق بها العبادة وهما موضوعان للمبالغة وفي رحمان خاصة مبالغة يختص الله بها وقيل إن تلك المزية من حيث فعل النعمة التي يستحق بها العبادة لا يشاركه في هذا المعنى سواه والأصل في باب فعل يفعل وفعل يفعل أن يكون اسم الفاعل فاعلا فان أرادوا المبالغة حملوا على فعلان وفعيل كما قالوا غضب فهو غضبان وسكر فهو