على ما يملك وقال بعضهم: ان مالك أبلغ في المدح للخالق من ملك وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك لان مالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا والأقوى أن يكون مالك أبلغ في المدح فيه تعالى لأنه ينفرد بالملك ويملك جميع الأشياء فكان أبلغ وقوله تعالى: " يوم الدين " الاعراب - مجرور بالإضافة قي القراءتين معا، وهو من باب يا سارق الليلة أهل الدار اتسع في الظرف فنصب نصب المفعول به ثم أضيف على هذا الحد وليس ذلك مثل قوله: (وعنده علم الساعة) مفعول بها (1) على الحقيقة ولا أن جعل الظرف مفعولا على السعة لان الظرف إذا جعل مفعولا على السعة فمعناه معنى الظرف ولو جعل ظرفا لكان المعنى: يعلم في الساعة وذلك لا يجوز لأنه تعالى يعلم في كل وقت والمعنى: انه يعلم الساعة أي يعرفها ومن نصب إنما هرب ان يخرج من خطاب الغائب إلى المواجه في قوله " إياك نعبد وإياك نستعين " وليس ذلك ببديع لأنه مستعمل في القرآن وفى الشعر قال الله تعالى: " حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم " (2) فعدل عن خطاب المواجه إلى الكنانة عن الغائب وقال الشاعر:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها * بني شاب قرناها تصر (3) وتحلب وقال أبو كثير الهلالي:
يا لهف نفسي كان جدة خالد * وبياض وجهك للتراب الاعفر وقال لبيد بن ربيعة:
قامت (4) تشكي إلي النفس مجهشة (5) * وقد حملتك سبعا بعد سبعينا فرجع إلى مخاطبة نفسه وقد تقدم الاخبار عنها