وكرر آيتين بلفظ واحد فصل بينهما بآية واحد وقد ذكرنا الأدلة على صحة ما ذهبنا إليه في خلاف الفقهاء ومن جعلها آية جعل من قوله " صراط الذين أنعمت عليهم إلى آخرها آية ومن لم يجعلها كذلك جعل: صراط الذين أنعمت عليهم آية وعندنا انه يجب الجهر بها فيما يجهر فيه بالقراءة ويستحب الجهر بها فيما لا يجهر فيه الاعراب:
وقوله تعالى " بسم الله " يقتضي فعلا تتعلق به الباء، ويجوز أن يكون ذلك الفعل قوله أبدأ أو أقرأ بسم الله أو شبهه أو قولوا بسم الله، ولم يذكر لدلالة الكلام عليه وحذفت الألف في اللفظ لأنه ألف الوصل تسقط في الدرج وحذفت ههنا وحدها في الخط لكثرة الاستعمال ولا تحذف في قوله تعالى " إقرأ باسم ربك " (1) وقوله " فسبح باسم ربك " وما أشبه ذلك لقلة استعمالها هناك وذكر أبو عبيدة ان " اسم " صلة والمراد هو الله الرحمن الرحيم واعتقد قوم لأجل ذلك ان الاسم هو المسمى واستدلوا بقول لبيد إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر قال ومعناه السلام عليكما فاسم السلام هو السلام وهذا خطأ عظيم ذكرناه في شرح الجمل في الأصول ومعنى قول الشاعر ثم اسم السلام انه أراد به اسم الله تعالى لان السلام من أسماء في قوله " السلام المؤمن المهيمن " وهذا كما قال عليه السلام " لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر " اي ان الله هو الفاعل لما تضيفونه إلى الدهر وتسبونه لأجله ونظير ذلك أيضا قول القائل إذا سمع غيره يشتم زيدا وهو يريد عمروا (2) (زيد في هذا المكان هو عمرو) اي هو المراد بالشتم دون زيد ويحتمل أن يكون أراد اسم الله عليكما اي ألزماه وإنما رفع لأنه اخر (عليكما كما قال الشاعر: