نرضى بأيمان اليهود فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطل دمه فوداه بمائة من إبل الصدقة انتهى وفيه نظر أعني أنه يحتاج إلى تأمل حديث آخر أخرجه البخاري وأبو داود عن الزهري عن أبي سلمة وسليمان بن يسار عن رجال من الأنصار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود وبدأ بهم يحلف منكم خمسون رجلا فأبوا فقال للأنصار استحلفوا قالوا نحلف على الغيب يا رسول الله فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دية على يهود لأنه وجد بين أظهرهم انتهى قال المنذري قيل للشافعي ما منعك على أن تأخذ بحديث بن شهاب قال مرسل والقتيل أنصاري والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم انتهى حديث آخر أخرجه الطبراني في معجمه عن عبيد الله بن عبد الله بن عبتة عن بن عباس أن يهود قتلت محيصة فأنكرت اليهود فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود لقسامتهم فأمرهم أن يحلفوا خمسين يمينا خمسين رجلا أنهم برآء من قتله فنكلت يهود عن الايمان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني حارثة فأمرهم أن يحلفوا خمسين يمينا خمسين رجلا أن يهود قتلته غيلة ويستحقون بذلك الذي يزعمون فنكلت بنو حارثة عن الايمان فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بعقله على يهود لأنه وجد بين أظهرهم وفي ديارهم انتهى وفيه عن عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وسيأتيان في حديث الجمع بين الدية والقسامة المراسيل فيه عن المسيب وعن الحسن وعن عمر بن عبد العزيز فحديث بن المسيب تقدم وأما حديث الحسن فرواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا بن جريج أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين عن الحسن أنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بيهود فأبوا أن يحلفوا فرد القسامة على الأنصار فأبو أن يحلفوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العقل على يهود انتهى
(٤٦٥)