(ما أبوء به من معصيتك) أبوء بالباء الموحدة وآخره همزة بمعنى أقر وأرجع (فتل عني عذار غدره) فتل بالفاء والتاء المثناة الفوقانية أي صرف والمراد بالعذار بكسر العين المهملة بعدها ذال معجمة ما يقع على خد الفرس من اللجام والرسن والكلام استعارة والمراد أن الشيطان بعد حصول مراده من إيقاعه لي في المعصية بالحيلة والغدر يصرف عني عنان غدره حيث حصل مني مراده (وتلقاني بكلمة كفره) إشارة إلى ما حكاه سبحانه عنه بقوله تعالى إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك (فأصحرني لغضبك) أصحرني بالصاد والحاء المهملتين أخرجني إلى الصحراء والمراد هنا جعلني تائها في بيداء الضلال متصديا لحلول غضبك علي (ولا خفير يؤمنني عليك) الخفير بالخاء المعجمة والفاء بمعنى المانع والمجير (إلى حرمات انتهكتها) بالنون والتاء الفوقانية أي بالغت فيها (وكبائر ذنوب اجترحتها) أي اكتسبتها قد قدمنا في الباب الأول ما يحمل عليه أمثال هذا الكلام إذا صدر من المعصوم عليه السلام (بحضرة الأكفاء) أي بحضور الأمثال والأشباه كنت احتشم منه أي استحيي منه (حدرتني ماء
(٢٧٨)