وما يكون وسيلة إلى نيلها من الأربعة الأول والغضب ثوران النفس لإرادة الانتقام وإذا أسند إليه سبحانه فهو باعتبار الغاية كالرحمة (والضلال) العدول عن الطريق السوي ولو خطأ وقد اشتهر تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى وقد يفسر المغضوب عليهم بالعصاة في الفروع والضالون بالمخالفين في الاعتقاديات فإن النعم عليه من وفق للجمع بين العلم بالأحكام الاعتقادية والعمل بالشريعة الطهرة فالقابل له من اختل إحدى فوتيه أي العاقلة والعاملة ولفظة غير إما بدل من الموصول أو صفة له إما مبينة أو مقيدة فكيف كانت فتوغلها في النكارة مع تعرف الموصوف يحوج إلى اخراج أحدهما عن صرافته إما يجعل لفظة غير بالإضافة إلى ذي الضد الواحد قريبة من المعرفة أو يجعل الموصول مقصودا به جماعة لا بأعيانهم فيجري مجرى المعرف باللام الجنسية إذا أريد به فرد غير معين ولفظة لا تفيد تأكيد النفي الواقع قبلها مع التصريح بشموله كلا من المتعاطفين وسوغ مجيئها غير المغايرة والنفي معا ولذلك جزأنا زيدا غير ضارب رعاية لجانب النفي فتصير الإضافة بمنزلة العدم فيجوز تقديم معمول المضاف إليه على المضاف كما جاز أنا زيدا لا ضارب ولن لم يجز في أنا مثل ضارب زيدا أنا زيدا مثل ضارب لامتناع وقوع
(٢٩٨)