شرح معاني الآثار - أحمد بن محمد بن سلمة - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
في وقت قد أحرم فيه بعمرة يريد بها التمتع إلى الحجة لأنه لو لم يكن فعل ذلك لكان هديه ذلك تطوعا والتطوع من الهدى غير مانع من الاحلال الذي يكون لو لم يكن الهدى فدل ذلك على أن إحرام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أولا بعمرة ثم أتبعها حجة على السبيل الذي ذكرنا فيما تقدم من هذا الباب ولما ثبت بما وصفنا إباحة العمرة في أشهر الحج أردنا أن ننظر هل الهدى الواجب في القران كان لنقصان دخل العمرة أو الحجة إذا قرنتا أم لا فرأينا ذلك الهدى يؤكل منه وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله حدثنا محمد بن خزيمة وفهد قالا ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني بن الهاد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في الحديث الطويل قال وكان علي رضي الله عنه قدم من اليمن بهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جماعة الهدى الذي قدم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من اليمن مائة بدنة فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثا وستين بيده ونحر علي رضي الله عنه سبعة وثلاثين فأشرك عليا في هديه ثم أخذ من كل بدنه بضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رضي الله عنه من لحمها وشرب من مرقها فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه بما ذكرنا قبل هذا الفصل أنه قرن وأنه كان عليه لذلك هدى ثم أهدى هذه البدن التي ذكرنا فأكل من كل بدنة ما وصفنا ثبت بذلك إباحة الاكل من هدى المتعة والقران فلما كان ذلك الهدى مما يؤكل منه اعتبرنا حكم الدماء الواجبة للنقصان هل هي كذلك أم لا فرأينا الدم الواجب من قص الأظافر وحلق الشعر والجماع وكل دم يجب لترك شئ من الحجة لا يؤكل شئ من ذلك فكان كل دم وجب لإساءة أو لنقصان لا يؤكل منه وكان دم المتعة والقران يؤكل منهما فثبت بذلك أنهما وجبا لمعنى خلاف الإساءة والنقصان فهذه حجة قاطعة على من كره القران والتمتع بالعمرة إلى الحج ثم الكلام بعد ذلك بين الذين جوزوا التمتع والقران في تفضيل بعضهم القران على التمتع وفي تفضيل الآخرين التمتع على القران فنظرنا في ذلك فكان في القران تعجيل الاحرام بالحج وفي التمتع تأخيره فكان ما عجل من الاحرام بالحج فهو أفضل وأتم لذلك الاحرام
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الزكاة 3
2 باب الصدقة على بنى هاشم 3
3 باب الفقير القوى هل تحل له الصدقة؟ 14
4 باب إعطاء الزكاة للزوج 22
5 باب الخيل هو فيها زكاة؟ 26
6 باب الزكاة هل يأخذها الامام؟ 30
7 باب ذوات العوار في الصدقات 33
8 باب زكاة ما يخرج من الأرض 34
9 باب الخرص 38
10 باب مقدار صدقة الفطر 41
11 باب وزن الصاع 48
12 كتاب الصيام 52
13 باب الوقت الذي يحرم فيه الطعام 52
14 باب النية بعد الفجر 54
15 باب حديث شهرا عيد لا ينقصان 58
16 باب من جامع في رمضان 59
17 باب الصيام في السفر 62
18 باب صوم عرفة 71
19 باب صوم عاشوراء 73
20 باب صوم يوم السبت 80
21 أحاديث صوم يوم الجمعة 81
22 باب الصوم بعد نصف شعبان 82
23 أحاديث أفضل الصيام والنهى عن كثرة ذلك 85
24 باب القبلة للصائم 88
25 باب الصائم يقيء 96
26 باب الصائم يحتجم 98
27 باب جنابة الصائم 102
28 باب إفطار صوم النفل 107
29 باب صوم يوم الشك 111
30 كتاب مناسك الحج 112
31 باب حج المرأة بغير محرم 112
32 باب المواقيت 117
33 باب موضع الإهلال النبوي 120
34 بحث نزول المحصب 121
35 باب التلبية 124
36 باب التطيب عند الإحرام 126
37 بحث النهى عن التزعفر للرجال 127
38 باب ما يلبس المحرم 133
39 باب لبس ما مسه ورس أو زعفران 136
40 باب خلع القميص 138
41 باب الإحرام النبوي بالحج أو العمرة 139
42 باب ركوب الهدى 160
43 باب ما يقتل المحرم من الدواب 163
44 باب لحم الصيد الذي يذبحه الحلال 168
45 باب رفع اليدين عند رؤية البيت 176
46 باب الرمل في الطواف 179
47 باب ما يستلم من الأركان في الطواف 183
48 باب صلاة الطواف بعد الصبح والعصر 186
49 باب طواف الحاج المحرم قبل الوقوف بعرفة 189
50 باب طواف القارن 197
51 باب حكم الوقوف بمزدلفة 207
52 باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة 211
53 باب وقت رمي الجمرة للضعفاء 215
54 باب رمي جمرة العقبة ليلة النحر قبل طلوع الفجر 218
55 باب ترك رمي يوم النحر 221
56 باب قطع التلبية للحاج 223
57 باب وقت حل اللباس والطيب 227
58 باب حيض المرأة بعد طواف الزيارة 232
59 باب تقديم نسك على نسك 235
60 باب ميقات العمرة للمكي 240
61 باب ذبح الهدى في غير الحرم 241
62 باب المتمتع يصوم أيام التشريق 243
63 أحاديث النهى عن صوم أيام التشريق 244
64 أحاديث النهى عن صوم يوم النحر ويوم الفطر 247
65 باب المحصر بالحج 249
66 باب حج الصغير 256
67 باب دخول الحرم بغير إحرام 258
68 باب الرجل يبعث الهدى إلى مكة 264
69 باب نكاح المحرم 268