فدل ذلك أن ما كره من صومه في الآثار الأول هو للعارض الذي ذكرنا من الوقوف بعرفة لشدة تعبهم وهذا قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى باب صوم يوم عاشوراء حدثنا ابن أبي داود د قال ثنا الوهبي قال ثنا ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن حبيب بن هند بن أسماء عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال قل لهم فليصوموا يوم عاشوراء فمن وجدت منهم قد أكل من صدر يومه فليصم آخره حدثنا علي بن شيبة قال ثنا روح قال ثنا شعبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي هو بن المنهال عن عمه قال غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم عاشوراء وقد تغدينا فقال أصمتم هذا اليوم فقلنا قد تغدينا فقال فأتموا بقية يومكم حدثنا سليمان بن شعيب قال حدثني عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا المنهال يحدث عن عمه وكان من أسلم أن أناسا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم أو بعضهم يوم عاشوراء فقال أصمتم اليوم فقال لا وقد أكلنا فقال فصوموا بقية يومكم قال أبو جعفر ففي هذه الآثار وجوب صوم يوم عاشوراء وفي أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بصومه بعد ما أصبحوا دليل على أن من كان في يوم عليه صومه بعينه ولم يكن نوى صومه من الليل أنه يجزيه أن ينوي صومه بعد ما أصبح إذا كان ذلك قبل الزوال على ما قال أهل العلم في ذلك وقد روى في صوم يوم عاشوراء ما زاد على ما ذكرنا حدثنا ابن أبي داود قال ثنا الحماني قال ثنا يوسف بن يزيد قال ثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قال سألتها عن صوم يوم عاشوراء فقالت بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمصار من كان أصبح صائما فليقم على صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم آخر يومه فلم نزل نصومه بعد ونصومه صبياننا وهو صغار ونتخذ لهم اللعبة من العهن فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة
(٧٣)