قال أبو جعفر ففي هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرن الحج والعمرة فقد دل ذلك على صحة قول من أخبر من فعله بما يوافق ذلك وقد حدثنا يونس قال ثنا عبد الله بن يوسف ح وحدثنا ربيع المؤذن قال ثنا شعيب قالا ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبى عمران أنه قال حججت مع موالي فدخلت على أم سلمة رضي الله عنها فسمعتها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهلوا يا آل محمد بعمرة في حجة وهذا أيضا مثل ذلك وقد حدثنا فهد قال ثنا الحماني قال ثنا أبو خالد وأبو معاوية ح وحدثنا فهد قال ثنا عمر بن حفص قال ثنا أبي قالوا جميعا عن الحجاج عن الحسن بن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن بين الحج والعمرة حدثنا أبو بكر وعلي بن معبد قالا ثنا مكي بن إبراهيم قال ثنا داود بن يزيد الأودي قال سمعت عبد الملك بن ميسرة الزراد قال سمعت النزال بن سبرة يقول سمعت سراقة بن مالك بن جعشم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة قال وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقد اختلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في إحرامه في حجة الوداع ما كان فقالوا ما روينا وتنازعوا في ذلك على ما قد ذكرنا وقد أحاط علمنا أنه لم يكن إلا على أحد تلك المنازل الثلاثة إما متمتع وإما مفرد وإما قارن فأولى بنا أن ننظر إلى معاني هذه الآثار ونكشفها لنعلم من أين جاء اختلافهم فيها ونقف من ذلك على إحرامه صلى الله عليه وسلم ما كان فاعتبرنا ذلك فوجدنا الذين يقولون إنه أفرد يقولون كان إحرامه بالحج مفردا لم يكن منه قبل ذلك إحرام بغيره وقال آخرون بل قد كان قبل إحرامه بتلك الحجة أحرم بعمرة ثم أضاف إليها هذه الحجة هكذا يقول الذين قال وقرن وقد أخبر جابر رضي الله عنه في حديثه وهو أحد الذين قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحجة حين استوت به ناقته على البيداء وقال بن عمر من عند المسجد وهو أيضا ممن قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد بالحج في أول إحرامه فكان بدء إحرامه عليه السلام عند بن عمر وجابر بعد خروجه من المسجد وقد بينا عنه فيما تقدم من كتابنا هذا أنه قد كان أحرم في دبر الصلاة في المسجد
(١٥٤)