فجوابنا له في ذلك مثل جوابنا له في حديث بن عباس رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها وقد حدثنا فهد قال ثنا الحماني قال ثنا عبد السلام بن حرب عن سعيد عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن الحصين أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يلبى بعمرة وحجة فإن قال قائل فقد رويتم عن عمران أيضا فيما تقدم في هذا الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع فكيف تقبلون عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن فجوابنا له في ذلك مثل جوابنا في حديث بن عباس رضي الله عنهما وقد حدثنا نصر بن مرزوق قال ثنا علي بن معبد قال ثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لبى بعمرة وحجة وقال لبيك بعمرة وحجة فذكر بكر بن عبد الله المزني لابن عمر قول أنس رضي الله عنه قال ذهل أنس إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا به معه فلما قدمنا مكة قال من لم يكن معه هدى فليحل قال بكر فرجعت إلى أنس رضي الله عنه فأخبرته بقول بن عمر رضي الله عنهما فلم يزل يذكر ذلك حتى مات حدثنا حسين بن نصر قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير بن معاوية قال ثنا حميد قال وحدثني بكر بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه مثله قال بكر فذكرت ذلك لابن عمر فقال ذهل أنس رضي الله عنه إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا به حدثنا حسين هو بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون قال أنا حميد فذكر مثله بإسناده وزاد فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يكن معه هدى فليحل وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هدى فلم يحل حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن حميد عن بكر قال أخبرت بن عمر رضي الله عنهما بقول أنس رضي الله عنه فقال نسي أنس رضي الله عنه فلما رجع قال بكر لأنس إن بن عمر رضي الله عنهما يقول نسي فقال أن يعذونا إلا صبيانا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك بعمرة وحجة معا أفلا ترى أن بن عمر رضي الله عنهما إنما أنكر على أنس رضي الله عنه قوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بهما جميعا وإنما كان الامر عند بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل بحجة ثم صيرها عمرة بعد ذلك وأضاف إليها حجة فصار حينئذ قارنا فأما في بدء إحرامه فإنه كان عنده مفردا ثم قد تواترت الروايات بعد ذلك عن أنس رضي الله عنه بدخول النبي صلى الله عليه وسلم فيهما جميعا
(١٥٢)