وبعث بسفطين وجعل فيهما خبيصا وجعل عليهما أدما وجعل على الأدم لبودا فلما قدما المدينة قيل: جاء سحيم مولى عتبة وآخر على ثلاث رواحل، فأذن لهما فدخلا، فسألهما عمر أذهبا أم ورقا؟ قالا: لا. قال: فما جئتما به؟ قالا: طعام. قال:
طعام رجلين على ثلاث رواحل! هاتوا ما جئتم به فجئ بهما انكشف اللبود والأدم ففتحا فنال بيده فيه فوجده لينا فقال: أكل المهاجرين يشبع من هذا؟ قالا: لا، ولكن هذا شئ اختص به أمير المؤمنين، فقال: يا فلان هات الدواة اكتب من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم أما بعد:
فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ولا من كسب أمك يا عتبة بن فرقد، فأعاد ثلاثا ثم قال: أما بعد فأشبع المسلمين المهاجرين مما تشبع منه في بيتك فأعاد ثلاثا، وكتب: أن انتزوا وارتدوا وانتعلوا وارموا الأغراض وألقوا الخفاف والسراويلات وعليكم بالمعدية، ونهى عن لبس الحرير وكتب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصبعيه وجمع السبابة والوسطى، وفي كتاب عمر واقطعوا الركب وانزوا على الجبل نزوا، فقال أبو عثمان: فلقد رأيت الشيخ ينزو فيقع على بطنه وينزو فيقع على بطنه، ثم لقد رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام. قلت: في الصحيح طرف منه.
11 - باب فيمن يحتجب عن حاجة الرعية:
(608) حدثنا خالد - يعني ابن القاسم - ثنا يحيى بن حمزة، ثنا يزيد بن أبي مريم، قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: ثنا أبو مريم - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تولي من أمر المسلمين شيئا فاحتجب دون حاجتهم وفاقتهم، وفقرهم احتجب الله عنه دون خلته وحاجته وفقره ".
12 - باب فيمن أكره أحدا على معصية:
(609) حدثنا يعلى، ثنا مبشر، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن محمد بن زياد،