يختلف فيه أحد من المسلمين: " لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا " وهذه كلمة لم يقلها قبله ولا بعده أحد.
قال: أحسنت يا حرة، فبم تفضلينه على موسى نجي الله؟ قالت: يقول الله عز وجل: " فخرج منها خائفا يترقب " وعلي بن أبي طالب بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخف حتى أنزل الله في حقه " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ".
قال أحسنت يا حرة، قال: فبم تفضلينه على داود؟ قالت:
الله فضله عليه بقوله: " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى " قال لها: في أي شئ كانت حكومته؟ قالت: في رجلين: أحدهما كان له كرم وللآخر غنم، فنفشت الغنم في الكرم فرعته، فاحتكما إلى داود، فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه، فقال له ولده: لا يا أبة، بل نأخذ من لبنها وصوفها، فقال الله عز وجل: " ففهمناها سليمان " وإن مولانا أمير المؤمنين رضي الله عنه قال:
" اسألوني عما فوق، اسألوني عما تحت، اسألوني قبل أن تفقدوني " وأنه - رضي الله عنه - دخل على النبي صلى الله عليه وآله يوم فتح خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وآله للحاضرين: " أفضلكم وأعلمكم علي ".
فقال لها: أحسنت يا حرة، فبم تفضلينه على سليمان؟ قالت: الله فضله عليه بقوله: " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " ومولانا علي - رضي الله عنه - قال: " يا دنيا قد طلقتك ثلاثا، لا رجعة لي فيك " فعند ذلك أنزل الله عليه " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ".
قال: أحسنت يا حرة، فبم تفضيلنه على عيسى؟ قالت: الله فضله عليه بقوله: " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته