الحسن عليه السلام ولم يرضوا به فحبسهم المأمون بهذا السبب.
فقال المأمون نعم، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن عليه السلام فدخل على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت فحكى له ما قال ذو الرياستين، ودعا المأمون بهؤلاء النفر فأخرجهم من الحبس فأول من ادخل عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون. فقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تخرج هذا الأمر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في البلاد.
فقال المأمون يا بن الزانية وأنت بعد على هذا، قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فضرب عنقه، فأدخل أبو يونس فلما نظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون فقال يا أمير المؤمنين هذا الذي يجنبك والله صمم يعبد من دون الله قال له المأمون: يا بن الزانية وأنت بعد على هذا، يا حرسي قدمه فاضرب عنقه فضرب عنقه.
ثم ادخل الجلودي، وكان الجلودي في خلافة الرشيد فلما خرج محمد بن جعفر ابن محمد بالمدينة بعث الرشيد وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه وأن يغير على دور آل أبي طالب وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك.
وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فصار الجلودي إلى باب دار أبي الحسن الرضا عليه السلام هجم على داره مع خيله فلما نظر إليه الرضا جعل النساء كلهن في بيت ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن عليه السلام لا بد من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين.
فقال الرضا عليه السلام أنا أسلبهن لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئا إلا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلا خيلهن وإزرارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في