جعل الله عز وجل في مكانه الذي هو به من العز والدين والسلطان والقوة على صلاح المسلمين وجهاد المشركين.
وما أري الله به من تصديق نيته ويمن نقيبته وصحة تدبيره وقوة رأيه ونجح طلبته ومعاونته على الحق والهدى والبر والتقوى، فلما وثق أمير المؤمنين وثقنا منه بالنظر للدين وإيثار ما فيه صلاحه وأعطيناه سؤله الذي يشبه قدره وكتبنا له كتاب حباء وشرط قد نسخ في أسفل كتابي هذا.
وأشهدنا الله عليه ومن حضرنا من أهل بيتنا والقواد والصحابة والقضاة و الفقهاء والخاصة والعامة ورأي أمير المؤمنين الكتاب به إلى الآفاق ليذيع ويشيع في أهلها ويقرء على منابرها ويثبت عند ولاتها وقضاتها، فسئلني أن أكتب بذلك وأشرح معانيه، وهي على ثلاثة أبواب.
الباب الأول: البيان عن كل آثاره التي أوجب الله تعالى بها حقه علينا وعلى المسلمين.
والباب الثاني: البيان عن مرتبته في إزاحة علته في كل ما دبر ودخل فيه ولا سبيل عليه فيما ترك وكره، وذلك لما ليس لخلق ممن في عنقه بيعة إلا له وحده و لأخيه، وإزاحة العلة تحكيمها في كل من بغي عليهما وسعي بفساد علينا وعليهما وعلى أوليائنا لئلا يطمع طامع في خلاف عليهما ولا معصية لهما ولا احتيال في مدخل بيننا وبينهما.
والباب الثالث: البيان عن إعطائنا إياه ما أحب من ملك التحلي وحلية الزهد وحجة التحقيق لما سعى فيه من ثواب الآخرة بما يتقرب في قلب من كان شاكا في ذلك منه وما يلزمناه له من الكرامة والعز والحباء الذي بذلناه له ولأخيه في منعهما ما نمنع منه أنفسنا، وذلك محيط بكل ما يحتاط في أمر دين ودنيا.
وهذه نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب وشرط من عبد الله