والسلطان وبسط له من الدنيا أمله.
فقال ذو الرياستين يا أمير المؤمنين نحب أن يكون خط أبي الحسن عليه السلام في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت فإنه ولي عهدك.
فقال المأمون: قد علمت أن أبا الحسن عليه السلام قد اشترط علينا أن لا يعمل من ذلك شيئا ولا يحدث حدثنا، فلا نسأله ما يكرهه، فسله أنت، فإنه لا يأبى عليك في هذا، فجاء واستأذن على أبي الحسن عليه السلام.
قال ياسر: فقال لنا الرضا عليه السلام: قوموا تنحوا، فنحينا، فوقف بين يديه ساعة فرفع أبو الحسن رأسه إليه فقال له: ما حاجتك يا فضل؟ قال: يا سيدي هذا أمان كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى أن تعطينا مثل ما أعطى أمير المؤمنين إذ كنت ولي عهد المسلمين.
فقال له الرضا عليه السلام إقرأه وكان كتابا في أكبر جلد فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرغ قال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل قال ياسر: فنقض عليه أمره في كلمة واحدة، فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا عليه السلام.
فلما كان بعد ذلك، بأيام ونحن في بعض المنازل ورد على ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل أني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار، فأرى أن تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين الحمام في هذا اليوم فتحتجم فيه وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك.
فبعث الفضل إلى المأمون وكتب إليك بذلك وسئله أن يدخل الحمام معه و يسأل أبا الحسن أبا الحسن عليه السلام أيضا ذلك، فكتب المأمون إلى الرضا عليه السلام رقعة في ذلك فسئله فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام لست بداخل غدا الحمام ولا أرى لك يا أمير المؤمنين أن