سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
وأما قوله تعالى (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله وإذنه أمره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة وإلجاؤه إياها إلى الإيمان عند وزوال التكليف والتبعد عنها، فقال المأمون: فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك فأخبرني عن قوله تعالى (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا (1) فقال عليه السلام: إن غطاء العين لا يمنع من الذكر والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عز وجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بالعميان لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي عليه السلام فيه فلا يستطيعون له سمعا، فقال المأمون: فرجت عنى فرج الله عنك (2).
(12) * (سورة يوسف) * 112 - علي بن إبراهيم قال: أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة (3)) قال كانت عشرين درهما والبخس النقص وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كان قيمته عشرين درهما (4).
113 - عنه قال: وحدثنا أبي عن العباس بن الهلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال السجان ليوسف إني لأحبك، فقال يوسف: ما أصابني ما أصابني إلا من الحب أنه كانت خالتي أحبتني فسرقتني وإن كان أبي أحبني فحسدوني إخوتي وان