أمير المؤمنين على نفسه جميع ما في هذا الكتاب وأشهد الله تعالى وجعله عليه داعيا وكفيلا، وكتب بخطه في صفر سنة اثنتين ومأتين تشريفا للحباء وتوكيدا للشروط.
توقيع الرضا عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم قد ألزم علي بن موسى الرضا نفسه بجميع ما في هذا الكتاب على ما أكد فيه في يومه وغده ما دام حيا، وجعل الله تعالى عليه داعيا وكفيلا وكفى بالله شهيدا، وكتب بخطه في هذا الشهر من هذه السنة والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل (1).
عنه قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلثين وثلثمأة قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إلي سنة سبع وثلثمأة قال حدثني ياسر الخادم قال كان الرضا عليه السلام إذا كان خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وكان عليه السلام إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده معه على مائدته.
قال ياسر الخادم فبينا نحن عنده يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى دار أبي الحسن عليه السلام، فقال لنا الرضا عليه السلام قوموا تفرقوا فقمنا عنه فجاء المأمون ومعه كتاب طويل فأراد الرضا عليه السلام أن يقوم فأقسم عليه المأمون بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا يقوم إليه.
ثم جاء حتى انكب على أبى الحسن عليه السلام ومقبل وجهه وقعد بين يديه على و سادة، فقرأ ذلك الكتاب عليه فإذا هو فتح لبعث قرى كابل فيه إنا فتحنا قرية، كذا وكذا فلما فرغ قال له الرضا عليه السلام: وسرك فتح قرية من قرى الشرك فقال له المأمون أوليس في ذلك سرور؟
فقال: يا أمير المؤمنين اتق الله في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما وليك الله من هذا الأمر وخصك