* (باب) * * (إشخاصه من المدينة إلى خراسان) * في سنة إحدى ومائتين بعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك وفرناس الخادم (1) إلى المدينة المنورة لإشخاص الرضا عليه السلام إلى المأمون وهو بخراسان، وذلك بعد قتل الأمين واضطراب الأمور عليه، وبيان ذلك أن المأمون لما قتل أخيه، وصلب رأسه وأمر الناس أن يلعنوه خالفه بنو العباس وأظهر والخلاف والنزاع، واضطرب بغداد والعراق والشام والحجاز وانفصل أمر بني العباس وثارت الفتن عليهم، وظهر نصر بن سيار بن شبث بالشام ومحمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا في الكوفة وإبراهيم ابن موسى بن جعفر عليهما السلام في الحجاز، وزيد بن موسي في البصرة.
أما محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب فظهر بالكوفة ويدعوا إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام والعمل بالكتاب والسنة وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور، وجرت بينه وبين الحسن بن سهل حروب كثيرة، ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد المروزي في أربعة آلاف فارس فخرج إليه أبو السرايا فلقيه بالجامع لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب، فقتل عبدوسا ولم يفلت من أصحابه أحد، وانتشر الطالبيون في البلاد وضرب الدراهم بالكوفة، ووثب من معه من الطالبيين على دور بنى العباس ومواليهم وأتباعهم فهدموها ونهبوها وخربوا ضياعهم وأخرجوهم من الكوفة.
ثم سير جيشه إلى البصرة وواسط ونواحيها، فولى البصرة العباس بن محمد