فسوف يعطيكم حنينية * يلذها الأمرد والأشمط والمعيديات لقوادكم * لا تدخل الكيس ولا تربط وهكذا يرزق أصحابه * خليفة مضجعه البربط وذلك أن إبراهيم بن المهدي كان مولعا بضرب العود منهمكا في الشرب، فلما بلغ المأمون خبر إبراهيم أن الفضل بن سهل أخطأ عليه وأشار بغير الصواب فخرج من مرو منصرفا إلى العراق واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله غالب خال المأمون في حمام بسرخس مغافصة في شعبان سنة ثلث ومأتين، واحتال المأمون علي علي بن موسى الرضا عليه السلام حتى سم في علة كانت أصابته فمات وأمر بدفنه بسناباذ من طوس بجنب قبر هارون الرشيد، وذلك في صفر سنة ثلث ومأتين وكان ابن اثنتين وخمسين سنة.
وقيل: ابن خمس وخمسين سنة هذا ما حكاه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه، والصحيح عندي أن المأمون إنما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وإن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لأمره، لأنه كان من صنايع آل برمك ومبلغ سن الرضا تسع وأربعون سنة وستة أشهر، وكانت وفاته في سنة ثلت ومأتين كما قد أسندته في هذا الكتاب (1).
عنه قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، قال لي المأمون يوما: يا با الحسن انظر بعض من تثق به نوليه هذه البلدان التي قد فسدت علينا.
فقلت له تفي لي وأوافي لك فإني إنما دخلت فيما دخلت على أن لا آمر فيه ولا أنهى ولا أعزل ولا أولى ولا أشير حتى يقدمني الله قبلك فوالله إن الخلافة لشئ ما