الرضا عليه السلام، يا أمير المؤمنين إن النصح لك واجب والغش لا ينبغي لمؤمن، إن العامة تكره ما فعلت بي، والخاصة تكره ما فعلت بالفضل به سهل والرأي لك أن تبعدنا عنك حتى يصلح لك أمرك قال إبراهيم: فكان والله قوله هذا السبب في الذي آل الأمر إليه. (1) عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال:
حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال حدثني ابن عبدون عن أبيه، قال: لما بايع المأمون الرضا عليه السلام بالعهد أجلسه إلى جانبه، فقام العباس الخطيب، فتكلم فأحسن، ثم ختم ذلك بأن أنشد.
لا بد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شمس وهذا ذلك القمر (2) عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبي، قال: لما بويع الرضا عليه السلام بالعهد اجتمع الناس إليه يهنئونه فأومي إليهم فأنصتوا.
ثم قال بعد أن استمع كلامهم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلى الله على محمد في الأوليين والآخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر عليه السلام: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت وآمن نفوسا، فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا افتقرت مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين).
وأنه جعل إلي عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده فمن حل عقدة أمر الله