قال: لا والله ما كان كما يقولون، ولكني سأخبرك بسبب ذلك، أنه لما كتب إلى محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه، فأبيت، عقد لعلي بن عيسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي..
فورد علي بذلك الخبر، وبعثت هرثمة بن أعين ألي سجستان وكرمان وما والاها، فأفسد علي أمري. فانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير وغلب على كور خراسان من ناحية، فورد علي هذا كله في أسبوع، فلما ورد ذلك على، لم يكن لي قوة في ذلك ولا كان لي مال أتقوى به.
ورأيت من قوادي ورجالي الفشل والجبن أردت أن ألحق بملك كابل، فقلت في نفسي: ملك كابل رجل كافر ويبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده، فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله تعالى من ذنوبي وأستعين به على هذه الأمور و أستجير بالله تعالى وأمرت بهذا البيت - وأشار إلى بيت - فكنس وصببت على الماء.
ولبست ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات فقرأت فيها من القرآن ما حضرني ودعوت الله تعالى واستجرت به وعاهدته عهدا وثيقا بينة صادقة إن أفضى الله بهذا الأمر إلي وكفاني عادية هذه الأمور الغليظة أن أضع هذا الأمر في موضعه الذي.
وضع الله فيه.
ثم قوى فيه قلبي، فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن ماهان فكان من أمره ما كان ورددت هرثمة بن أعين إلى رافع [بن أعين] فظفر به وقتله وبعثت إلى صاحب السرير فهادنته وبذلت له شيئا حتى رجع، فلم يزل أمري يتقوى حتى كان من أمر محمد ما كان، وأفضى الله إلى بهذا الأمر واستوى لي.
فلما وفى الله تعالى بما عاهدته عليه أحببت أن أفي الله بما عاهدته، فلم أر أحدا أحق بهذا الأمر من أبى الحسن الرضا عليه السلام، فوضعتها فيه، فلم يقبلها إلا على ما قد علمت، فهذا، ان سببها، فقلت: وفق الله أمير المؤمنين.