من معه من أهل خراسان: إن لي في بقية آل مروان تدبيرا فتأهبوا يوم كذا وكذا في أكمل عدة، ثم بعث إلى آل مروان في ذلك اليوم فجمعوا وأعلمهم أنه يفرض لهم في العطاء فحضر منهم ثمانون رجلا فصاروا إلى بابه ومعهم رجل من كلب قد ولدهم ثم أذن لهم فدخلوا، فقال الآذن للكلبي: ممن أنت؟! قال: من كلب وقد ولدتهم قال: فانصرف ودع القوم فأبى أن يفعل. وقال: إني خالهم ومنهم فلما استقر بهم المجلس خرج رسول المنصور وقال بأعلى صوته: أين حمزة بن عبد المطلب؟! ليدخل فأيقن القوم بالهلكة، ثم خرج الثانية فنادى: أين الحسن بن علي؟! ليدخل. ثم خرج الثالثة فنادى: أين زيد بن علي بن الحسين؟! ثم خرج الرابعة فقال: أين يحيى بن زيد؟!
ثم قيل: إئذنوا لهم فدخلوا وفيهم الغمر بن يزيد وكان له صديقا فأومأ إليه: أن ارتفع فأجلسه معه على طنفسته وقال للباقين: اجلسوا. وأهل خراسان قيام بأيديهم العمد فقال: أين العبدي؟! فقام وأخذ في قصيدته التي يقول فيها:
أما الدعاة إلى الجنان فهاشم * وبنو أمية من دعاة النار فلما أنشد أبياتا منها قال الغمر: يا بن الزانية؟ فانقطع العبدي وأطرق عبد الله ساعة ثم قال: امضي في نشيدك. فلما فرغ رمى إليه بصرة فيها ثلاثمائة دينار ثم تمثل بقول القائل:
ولقد ساءني وساء سواي * قربهم من منابر وكراسي أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والإتعاس لا تقيلن عبد شمس عثارا * واقطعوا كل نخلة وغراس واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس ثم قال لأهل خراسان: دهيد (1) فشدخوا بالعمد حتى سالت أدمغتهم وقام الكلبي فقام: أيها الأمير؟ أنا رجل من كلب لست منهم. فقال:
ومدخل رأسه لم يدنه أحد * بين الفريقين حتى لزه القرن ثم قال: دهيد. فشدخ الكلبي معهم ثم التفت إلى الغمر فقال: لا خير لك في