بلسانه ما ليس في قلبه، والله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيرك، وإنه لينطوي في عداوتكم. فقال السيد: والله إنه لكاذب وإنني في مديحكم لصادق، ولكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وإن انقطاعي ومودتي لكم أهل البيت لعرق لي فيها عن أبوي، وإن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والاسلام، وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه وآله السلام في أهل بيت هذا (1) إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون. (سورة الحجرات 4) فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما.
فقال السيد: أما قوله: باني أقول بالرجعة فإن قولي في ذلك على ما قال الله تعالى: و يوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (سورة النمل 83) و قد قال في موضع آخر: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا (سورة الكهف 47) فعلمت أن ها هنا حشرين أحدهما عام والآخر خاص. وقال سبحانه: ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (سورة غافر 11) وقال الله تعالى: فأماته الله مائة عام ثم بعثه (سورة البقرة 259) وقال الله تعالى: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم (سورة البقرة 243) فهذا كتاب الله عز وجل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة (2) وقال صلى الله عليه وآله:
لم يجر في بني إسرائيل شئ إلا ويكون في أمتي مثله حتى المسخ والخسف و والقذف (3) وقال حذيفة: والله ما أبعد أن يمسخ الله كثيرا من هذه الأمة قردة و خنازير (4) فالرجعة التي نذهب إليها ما نطق به القرآن وجاءت به السنة. وإنني لأعتقد أن الله تعالى يرد هذا - يعني سوارا - إلى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فإنه والله متجبر متكبر كافر. قال: فضحك المنصور وأنشد السيد يقول: