ومن أوضح ما دل على بطلان ذلك دعاء الصادق له عليه السلام وثناؤه عليه فمن ذلك ما أخبرنا به محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو العينا قال: حدثني علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام وذكر عنده السيد: بأنه ينال من الشراب. فقال عليه السلام: إن كان السيد زلت به قدم فقد ثبتت له أخرى.
(وبإسناده) عن عباد بن صهيب قال: كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فذكر السيد فدعا له فقال له: يا بن رسول الله أتدعو له وهو يشرب الخمر، ويشتم أبا بكر وعمر، ويوقن بالرجعة؟! فقال: حدثني أبي عن أبيه علي بن الحسين أن محبي آل محمد صلى الله عليه وآله لا يموتون إلا تائبين. وإنه قد تاب ثم رفع رأسه وأخرج من مصلى عليه كتابا من السيد يتوب فيه مما كان عليه (1) وفي آخر الكتاب يا راكبا نحو المدينة جسرة * (إلى آخر الأبيات كما مرت) و (روى بإسناده) عن خلف الحادي قال: قدم السيد من الأهواز بمال ورقيق وكراع فجئته مهنئا له فقال: إن أبا بجير (2) إمامي وكان يعيرني بمذهبي ويأمل مني تحولا إلى مذهبه فكتبت أقول له: قد انتقلت إليه، وقلت:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * وذكر الأبيات إلى آخرها كما مرت ثم قال: فقال له أبو بجير يوما: لو كان مذهبك الإمامة لقلت فيها شعرا. فأنشدته هذه القصيدة فسجد وقال: الحمد لله الذي لم يذهب حبي لك باطلا. ثم أمر لي بما ترى.
وروى بإسناده عن خلف الحادي قال: قلت للسيد: ما معنى قولك؟
عجبت لكر صروف الزمان * وأمر أبي خالد ذي البيان ومن رده الأمر لا ينثني * إلى الطيب الطهر نور الجنان علي وما كان من عمه * برد الإمامة عطف العنان وتحكيمه حجرا أسودا * وما كان من نطقه المستبان بتسليم عم بغير امتراء * إلى ابن أخ منطقا باللسان شهدت بذلك صدقا كما * شهدت بتصديق آي القرآن