فهؤلاء وغيرهم يفسرون (المولى) ب (الولي)، وحيث أنهم يفسرون (الولي) ب (ولي الأمر) (ومتولي الأمر) فإنه يكون معنى (المولى) هو (مولى الأمر) و (متولي الأمر).
وقد جاء تفسير (الولي) بمعنى (ولي الأمر) في تفسير الرازي حيث قال (قوله تعالى: [الله ولي الذين آمنوا..] فيه مسألتان. المسألة الأولى: الولي فعيل بمعنى فاعل من قولهم: ولي فلان الشئ يليه ولاية فهو وال وولي. وأصله من الولي الذي هو القرب، قال الهذلي: [وعدت عواد دون وليك تشغب] ومنه يقال: داري تلي دارها أي تقرب منها، ومنه يقال للمحب المعاون: ولي لأنه يقرب منك بالمحبة والنصرة ولا يفارقك، ومنه الوالي لأنه يلي القوم بالتدبير والأمر والنهي ومنه المولى) (1).
وجاء تفسير (الولي) بمعنى (متولي الأمر) في تفسير النيسابوري حيث قال: (الله ولي الذين آمنوا. أي متولي أمورهم وكافل مصالحهم. فعيل بمعنى فاعل. والتركيب يدل على القرب. فالمحب ولي لأنه يقرب منك بالمحبة والنصرة، ومنه الوالي لأنه يلي القوم بالتدبير) (2).