وقال بعض الحكماء في الواحد والأحد: إنما قيل: الواحد لأنه متوحد والأول لا ثاني معه، ثم ابتدع الخلق كلهم محتاجا بعضهم إلى بعض، والواحد من العدد في الحساب ليس قبله شئ، بل هو قبل كل عدد، والواحد كيف ما أدرته أو جزأته لم يزد عليه شئ ولم ينقص منه شئ، تقول: واحد في واحد واحد، فلم يزد عليه شئ ولم يتغير اللفظ عن الواحد، فدل على أنه لا شئ قبله، وإذا دل على أنه لا شئ قبله دل على أنه محدث الشئ، وإذا كان هو محدث الشئ دل أنه مفني الشئ، وإذا كان هو مفني الشئ دل أنه لا شئ بعده، فإذا لم يكن قبله شئ ولا بعده شئ فهو المتوحد بالأزل، فلذلك قيل: واحد، أحد، وفي الأحد خصوصية ليست في الواحد، تقول: ليس في الدار واحد، يجوز أن واحدا
____________________
1) هذا مبني على ترادف الواحد والأحد، كما هو أحد القولين، وسيأتي في أثناء الكلام تحقيق الفرق بينهما.