____________________
وخامسها: أن يكون خلق المشيئة بنفسها كناية عن كونها لازمة لذاته تعالى غير متوقفة على تعلق إرادة أخرى بها، فيكون نسبة الخلق إليها مجازا عن تحققها بنفسها، منتزعة عن ذاته تعالى بلا توقف على مشيئة أخرى، أو أنه كناية عن أنه اقتضى علمه الكامل وحكمته الشاملة كون جميع الأشياء حاصله بالعلم بالأصلح، والمعنى أنه لما اقتضى كمال ذاته أن لا يصدر عنه شئ الا على الوجه الأصلح والأكمل، فلذا لا يصدر شئ عنه تعالى إلا بإرادته المقتضية لذلك (1).
وسادسها: ما سنح بالبال من أن المراد بالخلق المعنى الأعم الشامل للتقدير والايجاد، فيكون خلق المشيئة بالمعنى الأول، لأنها من عالم الامر لا من عالم الخلق، وخلق الأشياء بالمعنى الثاني، وحاصله: أنه تعالى قدر إرادة خلق الأشياء كلا في وقته ووضعه اللائق به، فهذا معنى خلق المشيئة لما انتهى بها الوقت على ما يوافق الحكمة أخرجها من العدم إلى الوجود بتلك المشيئة، فيكون سبحانه قد خلق الأشياء بتلك المشيئة التي قدرها، وهذا كله كلام على سبيل الاحتمال والتخمين، وإلا فالمرام متعال عن البحث والتفتيش وكيف تطيق الشمس أبصار الخفافيش؟.
1) حاصل كلامه رحمه الله أن كل ما يكون اتصاف ذاته تعالى به بنفي ضده عنه مطلقا، فهي من صفات الذات، ويمكن أن يكون عين ذاته ولا يلزم من قدمها تعدد في ذاته ولا في صفاته.
وسادسها: ما سنح بالبال من أن المراد بالخلق المعنى الأعم الشامل للتقدير والايجاد، فيكون خلق المشيئة بالمعنى الأول، لأنها من عالم الامر لا من عالم الخلق، وخلق الأشياء بالمعنى الثاني، وحاصله: أنه تعالى قدر إرادة خلق الأشياء كلا في وقته ووضعه اللائق به، فهذا معنى خلق المشيئة لما انتهى بها الوقت على ما يوافق الحكمة أخرجها من العدم إلى الوجود بتلك المشيئة، فيكون سبحانه قد خلق الأشياء بتلك المشيئة التي قدرها، وهذا كله كلام على سبيل الاحتمال والتخمين، وإلا فالمرام متعال عن البحث والتفتيش وكيف تطيق الشمس أبصار الخفافيش؟.
1) حاصل كلامه رحمه الله أن كل ما يكون اتصاف ذاته تعالى به بنفي ضده عنه مطلقا، فهي من صفات الذات، ويمكن أن يكون عين ذاته ولا يلزم من قدمها تعدد في ذاته ولا في صفاته.